Saturday, October 14, 2006

5 . حين نموت
وتنهش الديدان
لحم وجوهنا
التي خرّبتها الحياة
تبتسم جماجمنا
ابتسامة كبيرة.



ولد صغير غير مؤدب
مات دون إذن أمه

أخرج زبدًا كثيرًا من فمه
وأطبق عينيه.
كفراشة
مثل حشرة
كأيّ قطة
ككلب.
غافلها
، وهي تجهز الطعام في المطبخ،
ومات.
كعادته.
لا يأخذ رأيها أبدًا
في أي خطوة يقدم عليها.

كان يمكنه
، خاصة وأنه أحس،
أجنحة ملاك الموت
ترِفّ في الغرفة
أن يودعها بكلمة
أو يخبرها بمكان النقود
التي سرقها منها.
لكنه
، في حقيقة الأمر،
لم يكن يحبها.

إنه لا يكرهها
لا يحبها، ولا يكرهها.
هي أيضًا مثله تمامًا
لم تكن تحبه، ولم تكن تكرهه.
كل ما بينهما أنه ابن وهي أم
هي تغسل ملابسه
وهو يسليها بتربيته.

هي
، يمكن أن نقول،
غسالة
وهو
بكرة تريكو.


وربما يفكران
في الهروب سويًا

يمشيان معًا
وهما يتبادلان
الابتسامات والسجائر.
أحدهما يلبس ملابس كاكيّة
والآخر ملابسه باهتة
حتى لكأنها كاكية أيضًا.
نفس أثر الجرح القديم في الجبهة،
قَصّة الشارب تقريبًا،
حركة اليد الحرة خلال الكلام،
نفس النظرة الجائعة
لامرأة عابرة.

الأطول قليلاً
جذب الأقصر قليلاً
، بلهفة حقيقية،
حين همّتْ بصدمه
عربة مسرعة.

صديقان حميمان
، فيما يبدو،
تاها طويلاً في زحمة الحياة
ويقيدان يديهما بقيد حديدي
خشية أن يفترقا
مرة ثانية.

مَن اللص؟
مَن العسكري؟

ليس يمكننا أن نتبين
من دون تدقيق طويل

عماد أبو صالح

4 . محاولة للطيران

لم أكن أقلدُ الطَّيرَ
فليسَ لي أجنحةٌ
لكنَّني كنتُ أجرِّبُ صدْقَ أمِّ
يقالتْ لي يوماً:
الأطفالُ ملائكةُ اللهِ
على الأرضْ.


وحدة

يهربُ من الزحام
وحين يغلقُ عليه باب حجرته
يسمعه الجيران لساعات طويلة
وهْوَ يستعطف آخرين
ويرجوهم المغادرة
كانوا متأكدين أنه وحده
وأنّه لا يعرف أحد
اًبعد دقائق
يسمعون أصوات أقدام
تهبط السلَّم.


طعنة

لي في المحبَّةِ قلبان
واحدٌ مِلْكُها
وواحدٌ عالقٌ بشصْ
كلَّما هزَّهُ نبضٌ
غارَ فيه النَّصلْ.


عماد فؤاد

Friday, October 13, 2006

3 . اوتوجراف

لن أكتب حرفا فيه
فالكلمة – إن تكتب – لا تكتب
من أجل الترفيه
و الأوتوجراف الصامت تنهدل الكلمات عليه ،.
تحيّيه
و تطرّز كلّ مثانيه !
ماضيك
و ماضي الأوتوجراف –
بقايا شوق مشبوه
بصمات الذكرى فيك ، وفيه
و خطى العشّاق المحمومه أدمت كلّ دواليه
لكنّي أطرد كلّ ذباب الماضي عن بابي
فدعيه
غيري قد يصبح سطرا من ورق
يقلّبه من يجهله أو من يدريه
غيري قد ينبش تابوتا برّاق اللّون
تعفّن خافيه
لكنّي أطرد كلّ ذباب الذكرى
عن غدي المشدوه
عن ثوبي ، و طعامي ، و فراشي
عن خطوة تيهى
. .
يا أصغر من كلماتي
لن أكتب فيه
فخطى العشّاق المحمومة أدمت كلّ دواليه !





أمل دنقل
2 . اتكلموا



اتكلموا .. اتكلموا .. اتكلموا
محلا الكلام ، ما ألزمه و ما أًعظمه
فى البدء كانت كلمة الرب الاله ،
خلقت حياه ، و الخلق منها اتعلموا

فاتكلموا

فى البدء كانت كلمة الرب الاله
روح بجناحين شطار ، و صار للكون مداه .
آخر مطافها ، جت و حطت ع الشفاه ،
لما البشر ملكوا الوجود ، و استحكموا

فاتكلموا

الكلمة ايد ، الكلمة رجل ، الكلمة بــاب ،
الكلمة نجمه كهربيه فى الضباب
الكلمة كوبرى صلب فوق بحر العباب ،
الجن يا أًحباب من ما يقدر يهدمه

فاتكلموا

الرمل مرمى تحت قبة السما ،
مشتاق لقطره من المطر فيها النما ،
ملايين سنين عمره ما داقها ، انما
فيه كلمة تقدر فى المراوى تِعَوَّمه

فاتكلموا

فيه كلمة تقدر تزرع البور حور ضليل ،
و كلمة تقدر تجعل الكوخ بيت جميل ،
و ابو العيال و الجلابية الهلاهيل ،
فيه كلمه تعطيه مال ، و كلمة تِهندمه ..

فاتكلموا

لكم السلام ، يا ملفوفين حول اللهب ،
يا غواصين فى القلب ع الكلنه العجب ،
فى البدء كانت كلمة الرحمن سبب
و ما عادش غير الحق كلمة تِتَمَّه

فاتكلموا



صلاح جاهين
1 . لـ أنه قاسم
اول من قال " اسرد قلبك " , أول حرفـ
.
.
واقف على الرصيف أنتظر شخصاً ما
أو شيئاً ما"
من ورائي يأتي رجل
لا أعرفه ولا يعرفني
يطعنني في الظهر بلا مبرر
بلا دافع ,
وقبل أن ألفظ أحلامي الاخيرة
أتوسل إليه ألا يفشي السر .

إن كانت حياتي لعبة مكشوفة
فلا أقل أن يكوني موتي لغزا .

هكذا اشتهي أن أموت

قاسم حداد